مقال

تصميم المستشفيات التي تناسب المستقبل

تصميم مستشفيات المستقبل هو أن تكون صديقة للبيئة باستخدام الإضاءة الطبيعية وأساليب الحد من الضوضاء واستغلال المساحات الخضراء والأعمال ...

أغسطس 03, 2017
ما هو تصميم المستشفيات التي تناسب المستقبل؟

إن أصعب ما يتعلق بتصميم المستشفيات التي تناسب المستقبل هو أنه، وبحكم طبيعته، مجهول بالنسبة لنا! ومع ذلك، نستطيع دراسة الاتجاهات ووضع تكهنات مدروسة من الممكن أن تساعد مصممي المباني في منح مباني المستقبل القدرة على التكيف والتأقلم.

تمتاز التركيبة الديموغرافية لمجتمعاتنا بأنها دائمة التطور، ولهذا تأثير كبير على الصحة وعلى الكيفية التي يجب أن يتعامل بها قطاع الرعاية الصحية مع هذا التأثير. ومن الملاحظ أن هناك ارتفاعاً في أعداد المصابين بأمراض السكري والسمنة والقلب والأوعية الدموية.

استراتيجية التصميم المستشفيات

وتؤدي الاتجاهات الحديثة المساعدة في الحد من حالات العدوى المكتسبة في المستشفيات (عدوى المستشفيات) في حالات متزايدة إلى إعادة توجيه استراتيجية التصميم من أجل تقليل فترات الإقامة قدر الإمكان والاعتماد على منشآت الرعاية النهارية وخدمات الرعاية المنزلية.

وربما تكون التكنولوجيا العامل الوحيد الأكبر تأثيراً على العمليات التشغيلية في قطاع الرعاية الصحية. فقد بدأ العمل بأنظمة حفظ السجلات غير الورقية في بعض المنشآت ومن المنتظر أن ينتشر هذا الاتجاه انتشاراً كبيراً. ويمكن لجمع البيانات واستردادها باستخدام تكنولوجيا المعلومات أن يساعد العاملين في الرعاية الصحية في اتخاذ قرارات جيدة وأكثر موثوقية بشكل أسرع، مما يساعد على تحسين نتائج الرعاية الصحية.

إن توقعات المرضى وأقاربهم آخذة في الارتفاع وكذا المطالب الواقعة على موظفي الرعاية الصحية، ولذا فمن شأن توفير بيئة علاجية صحية تقلل من إجهاد المرضى وقلقهم أن يؤدي إلى تعزيز الصحة وتحسين رحلة المرضى مع العلاج بصفة عامة.

دور التكنولوجيا في تصميم المستشفيات

كما تسهم التكنولوجيا أيضاً في تطوير طريقة إدارة المباني وصيانتها. ومن المهم النظر في استخدام الطاقة المتجددة، بحيث لا يقتصر الاعتماد على شبكة المرافق في التطوير. ويمكن النظر بعين الاعتبار إلى حلول مثل ألواح الطاقة الشمسية والألواح الضوئية والتي يمكن تركيبها على السطح، علماً بأنه يُمكن إدراجها ضمن عوامل التصميم على أن يتم تركيبها في وقت لاحق.

وإذا كان لدى العميل خطط لتوسعة مشروعه في المستقبل، يمكن لمهندس الميكانيكا والكهرباء والسباكة أن يراعي ذلك في مراحل التصميم الأولى أثناء وضع مخططات مساحة الأعمال الميكانيكية والكهربائية والصحية. ومن شأن هذا أن يوفر قدراً معيناً من المرونة يتم الاتفاق عليه مع العميل ويُدرج ضمن عوامل التصميم. وإذا كان المهندس المعماري مضطراً لاتباع نهج قائم على وحدات بناء نمطية، يمكن للخدمات الميكانيكية والكهربائية والصحية للمبنى أن تتبع منظومة توفر قدراً أكبر من المرونة.

وللتغيير المناخي أثر على بيئتنا دائمة التغير ومن المهم رصد تأثير هذه التغييرات على المبنى ومراعاته، سواءً كان إيجابياً أو سلبياً، أثناء تطور المبنى.

ويستطيع المصممون بفضل التكنولوجيا الجديدة المتاحة لهم دمج خصائص المرونة والتكيف في تصاميمهم. وتُعد نماذج معلومات المباني من الأدوات المهمة التي يلزم استخدامها في مرحلتي التصميم والتشييد، فهي ستتيح لفريق إدارة المنشآت فهم المشروع بشكل تام ومتابعة النموذج وتحديثه بأي تغييرات تطرأ أثناء تطور البناء.

مشاركة الموظفين التشغيليين في تصميم المستشفيات

وبغض النظر عما سبق، يجب على المهندسين المعماريين أن يتشاوروا مع الموظفين التشغيليين من بداية المشروع من أجل فهم دراسات الوقت والحركة، وهو ما يزيد من فاعلية خدمات الرعاية التي يقدمها الموظفون. ويعني نقص العمالة في قطاع الرعاية الصحية أن التنقلات غير الضرورية تضغط على رعاية المرضى. ولذلك تكون طلبات إدخال التغييرات بعد التسليم أو الافتتاح، وهو أمر شائع في كثير من الحالات، في أضيق الحدود. وختاماً، يجب على العملاء أنفسهم أن يدرسوا بعناية التوجه المستقبلي لاستراتيجيات خدمات الرعاية التي يقدمونها ونقل ذلك إلى أعضاء فريق التصميم والبناء حتى يستفيدوا من أحدث المعلومات والتقنيات المتاحة داخل القطاع مما يحقق قيمة وفاعلية على المدى الطويل.

ومن أجل وضع تصميم عالي الجودة يناسب الغرض الموضوع لأجله يلزم إشراك الأفراد المناسبين من البداية. وينبغي أن يكون الهدف العام لمباني المستقبل هو أن تكون صديقة للبيئة باستخدام الإضاءة الطبيعية وأساليب الحد من الضوضاء واستغلال المساحات الخضراء والأعمال الفنية التي ثبت أن لها تأثيراً إيجابياً على عمليات الاستشفاء.

وهكذا يُمكن أن يؤدي التخطيط المناسب والتشاور إلى تصميم المنشآت بحيث تناسب المستقبل.

هل ترغب في معرفة المزيد؟ تواصل مع الفريق